القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٩
فتحكم فيها مجموعة من القوانين والآداب التي تواضع عليها أكثر أفراد ذلك المجتمع، والا فسوف تسود الفوضى في أقرب وقت وينفصم عراهم.
نعم إذا كان المجتمع مجتمعا مذهبيا تحكم فيه أحكام المذهب وقوانينه، ولو كان غير مذهبي ولكن له نصيب من المدنية فيصبغ أفعاله بصبغة القانون المدني، أما إذا كان المجتمع متوحشا فتحكم فيه الآداب والقوانين الفردية المستبدة أو القوانين التي وجدت من جراء احتكاك مختلف العقائد والآداب بصورة فوضى غير منظمة.
فإذا لابد للانسان من هدف خاص في أفعاله الفردية والاجتماعية، وللوصول إلى ذلك الهدف لا محيص من تطبيق أعماله بقوانين وآداب خاصة موضوعة من قبل دين أو اجتماع أو غيرهما.
والقرآن الكريم نفسه يؤيد هذه النظرية حيث يقول: ﴿ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات﴾ (1).
والدين في عرف القرآن يطلق على الآداب والقوانين بصورة عامة، فان المؤمنين والكافرين - وحتى المنكرين لله تعالى - لا يخلون من دين ما، لأن كل انسان يتبع قوانين خاصة في أعماله، كانت تلك القوانين مستندة إلى نبي ووحي أو موضوعة من قبل شخص أو جماعة ما، يقول تعالى في أعداء

(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 4 5 6 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»