القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٨
المنشودة. نعم تختلف الطرق المتبعة للوصول إلى الهدف المذكور، فبعضهم يسلك السبيل المعقول وبعضهم يخطئ فيقع في متاهات الضلال.
2 الأعمال التي تصدر من الانسان لا تكون الا في اطار خاص من الأنظمة والقوانين.
هذا بديهي لا يقبل الانكار، ولو خفي في بعض الحالات ليس إلا لشدة وضوحه.
ذلك لأن الانسان من جهة لا يعمل شيئا الا بعد أن يريده فعمله صادر عن إرادة نفسية يعلمها هو ولا تخفي عليه. ومن جهة أخرى انما يعمل ما يعمل لأجل نفسه، يعني انه يحس بضرورات حياتية لا بد من توفرها، فيعمل ليوفر تلك الضرورات على نفسه. فبين أعماله ارتباط مستقيم يربط بعضها ببعض.
الأكل والشرب والنوم واليقظة والجلوس والقيام والذهاب والمجئ، هذه الاعمال وغيرها من الأعمال الكثيرة التي يقوم بها الانسان، هي ضرورية له في بعض الحالات وغير ضرورية في حالات أخرى، وهي تنفع في بعض المجالات وتضر في مجالات أخرى. فكل ما يعمله الانسان نابع من قانون يدرك كلياته في نفسه. ويطبق جزئياته على أعماله وأفعاله.
كل شخص في أعماله الفردية يشبه حكومة كاملة لها قوانينها وسننها وآدابها، والقوى الفعالة في تلك الحكومة عليها أن تطبق أعمالها أولا مع تلك القوانين ثم تعمل.
والأعمال الاجتماعية في مجتمع ما تشبه الأعمال الفردية
(٨)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الضلال (1)، الهدف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 4 5 6 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»