القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٢٦
أحاديث عن الرسول وأهل بيته عليهم السلام.
وعليه سبب النزول الوارد حول آية من الآيات لو لم يكن متواترا أو قطعي الصدور يجب عرضه على القرآن، مما وافقه مضمونه مضمون الآية يؤخذ به ويعمل عليه. ومعنى هذا أن الحديث هو الذي يعرض دائما على القرآن لا القرآن يعرض على الحديث.
وهذه الطريقة تسقط أكثر أحاديث أسباب النزول عن الاعتبار، إلا أن الباقي منها يكسب كل الاعتبار والوثوق.
وليعلم أن الأهداف القرآنية العالية التي هي المعارف العالمية الدائمة (كما سنفصل ذلك فيما سيأتي) لا تحتاج كثيرا أو لا تحتاج أبدا إلى أسباب النزول.
ترتيب نزول السور:
لاشك ان السور والآيات القرآنية لم تثبت في القرآن على ترتيب نزولها على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وعلماء الاسلام الماضون وخاصة أهل السنة منهم كانوا يعتمدون في ترتيب السور والآيات على الحديث، ومن الأحاديث المذكورة بهذا الشأن حديث مروي عن ابن عباس حيث يقول (1).
كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء، وكان أول ما نزل من القرآن:

(١) الاتقان ١ / ١٠، نقلا عن فضائل القرآن لابن ضريس.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»