ولكن مع هذا كله أكثر السور والآيات نزلت مرة واحدة فقط.
وعلة هذا الاختلاف هي اختلاف ما يقتضيه البيان، ففي موضع يقتضي تكرار الجملة للتنبيه مثلا، وفي موضع لا يقتضي ذلك.
ويشبه هذا الاختلاف الاختلاف الموجود بين السور والآيات في الطول والقصر، فإلى جانب سورة الكوثر أقصر السور نجد سورة البقرة أطولها، كما نرى آية مدهامتان أقصر آية إلى جانب آية الدين - وهي الآية 282 من سورة البقرة - أطول آية في القرآن.
كل هذه الاختلافات لمقتضيات بيانية، وربما نجدها في آيتين متصلتين أيضا، كالآيتين 20 و 21 من سورة المدثر مثلا، فان الأولى جملة واحدة والثانية أكثر من خمس عشرة جملة.
ومن وجوه الاختلاف أيضا ما نجده عند المقارنة بين السور والآيات في الايجاز والاطناب، كما يتبين ذلك عند مقابلة أمثال سورة الفجر وسورة الليل بأمثال سورة البقرة والمائدة، والغالب في السور المكية الايجاز كما أن الغالب في السور المدنية الاطناب.
ومن هذا القبيل ما يقال بأن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو سورة العلق أو خمس آيات الأولى منها بالقياس إلى آخر ما نزل عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله