شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٧
مظهرية اسم من أسمائه تعالى صار عبد ذلك الاسم كالرحمن أو القهار أو غير هما ولما كان لكل موجود نصيب من المعبودية كثير من الأشياء اتخذت أصناما كالشمس والقمر والنجوم والنار والبقر وغيرها من الدراهم والدنانير والمشتهيات التي نعبدها حالا لا مقالا وبذلك حقن دماؤنا قال تعالى ألم أعهد إليكم يا بنى ادم ان لا تعبدوا الشيطان وقال عز اسمه أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وفى الحديث شر اله أو أبغض اله عبد في الأرض الهوى والحاصل انه عند طلوع نور الحقيقة ينكشف انه لا معبود في الوجود الا هو وان جميع ما عداه باطل مضمحل ما خلا وجهه الكريم ثم إنه إما صفة لموصوف محذوف والتقدير يا من لا إله إلا أنت أو انه من أسمائه تعالى المركبة الغوث الغوث يعنى الغياث الغياث الأمان الأمان من عظايم الأهوال ومن شدة العذاب والنكال التي لازمتني من قبايح الأعمال فإنه تعالى وإن كان ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة لكنه أشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة والغوث من أسماء قطب العالم أيضا عند الصوفية فإنهم قالوا بالأقطاب والأوتاد والابدال والغوث والامام والافراد والنقباء والنجباء ورجال الله وأمثال ذلك من العبارات وقالوا ان الكل مستمد من الغوث فقال بعضهم ان لله تعالى رجالا هم رجال الأسماء وهم تسعة وتسعون رجلا ورجل جامع يقال له الغوث والفرد والقطب الجامع لا يعرفه أحد من هذه التسعة والتسعين رجلا مع استمداد هم جميعا منه وقال بعض علماء علم الحروف ان من كان من هؤلاء في رجال الحروف النورانية كان الغالب عليه الظهور وارتفاع الصيت ومن كان في رجال الحروف الظلمانية كان الغالب عليه الخفاء وخمول الذكر اعلم أن مراد هم بالغوث قائم آل محمد صلى الله عليه وآله صاحب الامر والزمان المهدى المنتظر صلوات الله عليه كما أنه يسمى عند الحكماء مدبر العالم وانسان المدينة وهو المسمى بالفار قليط كمال قال عيسى (ع) نحن نأتيكم بالتنزيل واما التأويل فسيأتي به الفارقليط في اخر الزمان وانما قلنا مرادهم بالغوث هو (ع) لما قال كمال الدين س القران لا يقرأه بالحق والحقيقة كما هو الا المهدى فان قوله (ع) ان الزمان دار إلى أن وصل إلى النقطة التي منها بدء مطابق لان الخاتم للأولياء هو المهدى لأنه في الحقيقة هو الخاتم للولاية والنبوة والرسالة والآفاق والأنفس والقرآن والشرع والاسلام والدين لان الكل موقوف عليه قائم به بأمر الله تعالى لأنه القطب والوجود لا يقوم الا بالقطب ولا يبقى الا به كالرحا فإنه لا يبقى نفعه ولا يدور الا بالقطب وقال الشيخ محى الدين العربي في فتوحاته
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»