التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٨٢
وفتحت السماء فكانت أبوابا 19 وسيرت الجبال فكانت سرابا 20 صورة الخنازير، وبعضهم منكوسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يتردون (1)، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم فيسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين على صورة القردة فالقتات (2) من الناس، وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت، وأما المنكوسون على رؤوسهم: فأكلة الربا، والعمي: الجائرون في الحكم، والصم البكم: المعجبون بأعمالهم، والذين يمضغون ألسنتهم:
العلماء، والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم: الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار: فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف: فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات، ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذين يلبسون الجباب: فأهل الفخر والخيلاء (3).
* (وفتحت السماء فكانت أبوابا) *: قيل: شقت شقوقا (4). والقمي: قال: انفتح أبواب الجنان (5).
* (وسيرت الجبال فكانت سرابا) *: قال: تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في

١ - وفي نسخة: [يترددون].
٢ - القتات: النمام المزور، من قت الحديث: نمه وأشاعه بين الناس، ومنه " يقت الأحاديث " أي ينمها. وفيه: من بلغ بعض الناس ما سمع من بعض آخر منهم فهو القتات. وقيل: القتات هو الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون فينم حديثهم. مجمع البحرين: ج ٢، ص ٢١٤، مادة " قتت ".
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٤٢٣، س ٢٥.
٤ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٥٣٣، س ١٨.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 401، س 15.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 377 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»