التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٦٨
تحت (1) قدمي هاتين ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم.
قال: اللهم اشهد ثم قال: ألا وكل ربا (2) كان في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه رباء العباس بن عبد المطلب ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه دم ربيعة الأهل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد ألا أيها الناس إن المسلم أخ المسلم حقا ولا يحل لامرئ مسلم دم امرء مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ألا فهل بلغت أيها الناس قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال أيها الناس احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي وافقهوه تنتعشوا (3) ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا فإن أنتم فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة (4) بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف.
ثم التفت عن يمينه وسكت ساعة ثم قال إن شاء الله أو علي بن أبي طالب ثم قال ألا وإني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي صلوات الله عليهم فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا فمن اعتصم بهما فقد نجا ومن خالفهما فقد هلك ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ثم قال ألا وإنه سيرد علي الحوض منكم رجال يعرفون فيدفعون عني فأقول رب

(1) قوله تحت قدمي أي مضمحل ومشف وموهون كالشئ الذي يقع تحت القدمين فإنه ليس شئ أهون منه ونسبه إلى نفسه لأنه الذي أزال حرمته.
(2) لما تعارف بينهم في الجاهلية أكل الربا وممن كان يكثر هده المعاملة العباس عمه أو كان ذمة كثير منهم مشغولة بالمنافع الربوبية للعباس بمقتضى المعاملات الصادرة منه معهم في الجاهلية وقد حرمها الله فحينئذ إذا سروا العباس ومن عليه النبي بالفداء شرط عليه بخصوصه وإن كان من لوازم الإسلام أيضا ان لا يطالب بها ويقنع بالأصل ويترك الفرع فأشار (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته إلى هذا الأمر وإلى هذا الأمر وإلى أنه لا خصوصية في هذا للعباس بل هو حكم عام للمسلمين.
(3) وفي الدعاء أسألك نعمة تنعشني بها وعيالي أي ترفعني بها عن مواطن الذل من قولهم نعشه الله ينعشه نعشا رفعه.
(4) الكتيبة على فعيلة الطائفة من الجيش والجمع الكتاب.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست