التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٠٢
والقمي: عنه عليه السلام الأعراف: كثبان بين الجنة والنار، والرجال: الأئمة عليهم السلام يقفون على الأعراف مع شيعتهم، وقد سبق المؤمنون إلى الجنة فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانكم في الجنة وقد سبقوا إليها بلا حساب، وهو قول الله تعالى: (سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون) ثم يقال لهم: انظروا إلى أعدائكم في النار، وهو قوله: (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) في النار فقالوا: (ما أغنى عنكم جمعكم) في الدنيا (وما كنتم تستكبرون) ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم هؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا (لا ينالهم الله برحمة)، ثم يقول الأئمة لشيعتهم: (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون).
(50) ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء: أي صبوه وذلك لأن الجنة فوق النار. أو مما رزقكم الله: من الأطعمة والفواكه.
العياشي: عن أحدهما عليهما السلام قال: إن أهل النار يموتون عطاشا، ويدخلون قبورهم عطاشا، ويدخلون جهنم عطاشا، فيرفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون: (أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله). وعن الصادق عليه السلام: يوم التناد: يوم ينادي أهل النار أهل الجنة (أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله). قالوا إن الله حرمهما: حرم شراب الجنة وطعامها. على الكافرين.
(51) الذين اتخذوا دينهم: الذي كان يلزمهم التدين به لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا: فحرموا ما شاؤوا واستحلوا ما شاؤوا. فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا: في العيون: عن الرضا عليه السلام: في حديث أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا، وقال: إنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).
وفي التوحيد: عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسيره يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياء الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به، وبرسله وخافوه في الغيب، وقد يقول العرب في باب النسيان: قد نسينا فلان فلا يذكرنا أي أنه لا يأمر لهم
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست