التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٢
(50) قل لا أقول لكم عندي خزائن الله: في التوحيد، والمعاني، والمجالس: عن الصادق عليه السلام لما صعد موسى على نبينا وآله وعليه السلام إلى الطور فنادى ربه عز وجل قال: يا رب أرني خزائنك فقال تعالى: يا موسى إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له كن فيكون. ولا أعلم الغيب: الذي اختص الله بعلمه، وإنما أعلم منه ما يعلمني الله. ولا أقول لكم إني ملك: من جنس الملائكة أقدر على ما يقدرون عليه. إن أتبع إلا ما يوحى إلي ما أنبئكم بما كان وما يكون إلا بالوحي تبرأ من دعوى الألوهية والملكية وادعى النبوة التي هي من كمالات البشر ردا لاستبعادهم دعواه وجزمهم على فساد مدعاه.
في العيون عن الرضا عليه السلام إنه سئل يوما وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه، وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشئ الواحد فقال: إن الله عز وجل حرم حراما وأحل حلالا، وفرض فرائض، فما جاء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أو رفع فريضة في كتاب الله رسمها قائم بلا نسخ نسخ ذلك فذلك شئ لا يسع الأخذ به لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن ليحرم ما أحل الله ولا ليحلل ما حرم الله ولا ليغير فرائض الله وأحكامه، وكان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن الله عز وجل، وذلك قول الله عز وجل:
(إن أتبع إلا ما يوحى إلي) فكان متبعا لله مؤديا عن الله ما أمر به من تبليغ الرسالة. قل هل يستوى الأعمى والبصير: قيل: الضال والمهتدي.
والقمي: من لا يعلم، ومن يعلم.
ونسبه في المجمع إلى أهل البيت عليهم السلام. أفلا تتفكرون: فلا تكونوا ضالين أشباه العميان وتنصفوا من أنفسكم.
(51) وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع لعلهم يتقون:
في المجمع: عن الصادق عليه السلام وأنذر بالقرآن الذين يرجون الوصول إلى
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست