قوله تعالى (أضحك وأبكى) قال فيه (أي خلق قوتي الضحك والبكاء) قال أحمد: وخلق أيضا فعلى الضحك والبكاء على قواعد السنة، وعليه دلت الآية غير مثابرة لتحريفه، والله الموفق.
قوله تعالى (وأن عليه النشأة الأخرى) قال فيه (إنما قال عليه لأنها واجبة علية الخ) قال أحمد: هذا من فساد اعتقاد المعتزلة الذي يسمونه مراعاة للصلاح والحكمة، وأي فساد أعظم مما يؤدى إلى اعتقاد الإيجاب على رب الأرباب تعالى الله عن ذلك. ومثل هذه القاعدة التي عفت البراهين القاطعة رسمها وأبطلت حكمها لا يكفي فيها كلمة محتملة هي لو كانت ظاهره لوجب تنزيلها على ما يوفق بينها وبين القواطع والذي حملت عليه لفظة " عليه " غير هذا المعنى، وهو أن المراد أن أمر النشأة الأخرى يدور على قدرته عز وجل وإرادته، كما يقال دارت قضية فلان على يدي، وقول المحدثين على يدي دار الحديث: أي هو الأصل فيه والسند، والله أعلم.