الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ١٨٢
ويوم الجمعة كما تقول: ضربت زيدا وعمرا، ولا يحتاج إلى إضمار فعل جديد غير الأول، هذا مع أنه لابد من تغاير الفعلين الواقعين بالمفعولين في الحقيقة، فإنك إذا قلت: أضرب زيدا اليوم وعمرا غدا لم يشك في أن الضربين متغايران بتغاير الظرفين، ومع ذلك الفعل واحد في الصناعة، فعلى هذا يجوز في الآية والله أعلم بقاء كل واحد من الظرفين على حاله غير مؤول إلى الآخر، على أن الزمخشري أوجب تعدد الفعل وتقدير ناصب لظرف الزمان غير الفعل الأول وإن كان عنده جميعا زمانين لعلة أن كثرتهم لم تكن ثابتة في جميع المواطن، يريد: ولو ذهبت إلى اتحاد الناصب للزم ذلك وهذا غير لازم، ألا تراك لو قلت: أضرب زيدا حين يقوم وحين يقعد لكان الناصب للظرفين واحدا وهما متغايران، وإنما يمتنع عمل الفعل الواحد في ظرفي زمان مختلفين عند عدم العطف المتوسط بينهما، والله أعلم.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 181 182 183 184 186 187 190 ... » »»