تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٥٤
كانوا جميعا مسرورين، والمعنى: أنه كان مترفا في الدنيا بطرا، ما كان يهمه أمر الآخرة ولا يفكر فيها. (إنه ظن أن لن يحور) لن يرجع إلى الله، تكذيبا بالبعث، فارتكب المآثم وانتهك المحارم، قال لبيد:
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع (1) (بلى) إيجاب لما بعد النفي، أي: بلى ليحورن وليبعثن، وليس الأمر كما ظنه، (إن ربه كان به بصيرا) وبأعماله، لا يخفى عليه شيء منها، فلابد أن يرجعه ويجازيه عليها.
والشفق: الحمرة التي تبقى عند المغرب بعد سقوط الشمس، وبسقوطه يخرج وقت المغرب. (وما وسق) وما جمع وضم مما كان منتشرا بالنهار، يقال: وسقه فاتسق واستوسق. (والقمر إذا اتسق) إذا اجتمع واستوى وتم ليلة أربع عشرة.
(لتركبن) جواب القسم، قرئ بضم الباء وفتحها (2). فالفتح على خطاب الإنسان في: (يأيها الانسن) والضم على خطاب الجنس، لأن النداء للجنس، والطبق:
ما طابق غيره، يقال: ما هذا بطبق لذا، أي: لا يطابقه، ومنه قيل للغطاء: الطبق، ثم قيل للحال المطابقة لغيرها: طبق، ومنه قوله: (طبقا عن طبق) أي: حالا بعد حال، كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة والهول. ويجوز أن يكون جمع: طبقة، وهي المرتبة، على معنى: لتركبن أحوالا بعد أحوال، وهي طبقات بعضها أرفع من بعض، وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة، و (عن طبق) صفة، أي: طبقا مجاوزا

(1) وصدره: وما المرء إلا كالشهاب وضوئه. من قصيدة يرثي بها أخاه أربد. وهو من أشعار الحكمة، يقول: كل امرئ يخبو بعد توقد وذلك حين تدركه المنية، كالنار تكون ساطعة الضوء ثم تصبح رمادا. أنظر ديوان لبيد بن ربيعة: ص 88.
(2) وبفتحها قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 677.
(٧٥٤)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الظنّ (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 749 750 751 752 753 754 755 757 758 759 760 ... » »»