تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٠
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد (1) (وفي السمآء رزقكم) وهو المطر لأنه سبب الأقوات (وما توعدون) الجنة، أو أراد: ما ترزقونه في الدنيا وما توعدونه في العقبى، كله مقدر مكتوب في السماء. (مثل مآ أنكم تنطقون) وقرئ: " مثل " بالرفع (2) صفة ل‍ (لحق) أي:
حق مثل نطقكم، وبالنصب على أنه: حق حقا مثل نطقكم، ويجوز أن يكون فتحا لإضافته إلى غير متمكن. و (ما) مزيدة بنص الخليل (3) وهذا مثل قولهم: إن هذا لحق كما أنك ترى وتسمع، ومثل ما أنك ها هنا، والضمير في (إنه) لما ذكر من الآيات والرزق، أو: للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو: (لما توعدون) والمعنى: أنه في صدقه وتحققه كالذي تعرفه ضرورة.
(هل أتلك حديث ضيف إبرا هيم المكرمين (24) إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال سلم قوم منكرون (25) فراغ إلى أهله ى فجآء بعجل سمين (26) فقربه إليهم قال ألا تأكلون (27) فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلم عليم (28) فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم (29) قالوا كذا لك قال ربك إنه هو الحكيم

(1) لأبي العتاهية من أبيات له قالها ردا على من رماه بالزندقة، وهي:
ألا إننا كلنا بائد * وأي بني آدم خالد وبدؤهم كان من ربهم * وكل إلى ربه عائد فيا عجبا كيف يعصى إلاله * أم كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة * وفي كل تسكينة شاهد وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد (2) قرأه حمزة والكسائي وعاصم برواية أبي بكر عنه. راجع كتاب السبعة في القراءات:
ص 609.
(3) حكاه عنه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 400.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»