تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٩
وقوله: (قليلا) و (من الليل) وزيادة (ما) المؤكدة لذلك، أي: يحيون الليل متهجدين فإذا سحروا أخذوا في الاستغفار، كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم، وقوله: (هم يستغفرون) فيه: أنهم هم المختصون بالاستغفار لاستدامتهم له.
السائل: هو المستجدي، والمحروم: الذي يحسب غنيا فيحرمه الناس لتعففه.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان والتمرة والتمرتان، قالوا: فمن هو؟ قال: الذي لا يجد ولا يتصدق عليه (1). وقيل: هو المحارف الذي لا ينمى له مال (2).
(وفي الأرض ءايت) دلالات دالة على الصانع وكمال قدرته وبدائع حكمته بما فيها من السهل والجبل والبر والبحر، وأنواع النبات والأشجار، بالثمار المختلف ألوانها وطعومها وروائحها، الموافقة لحوائج ساكنيها ومنافعهم ومصالحهم، وما أنبت في أقطارها من أنواع الحيوان المختلفة الصور والأشكال، وغير ذلك (للموقنين) الموحدين الناظرين المتأملين ببصائرهم.
(وفي أنفسكم) في مبتدأ أحوالها وتنقلها من حال إلى حال، وما ركب في ظواهرها وبواطنها من عجائب الفطر وبدائع الحكم ما تحار فيه العقول، وحسبك بالقلوب وما ذكر فيها من لطائف المعاني، وبالألسن والنطق ومخارج الحروف، وبالصور والطبائع والألوان واختلافها في كل إنسان، وبالأسماع والأبصار وسائر الجوارح، وما رتب فيها من فنون الحكمة:

(١) أخرجه أحمد في المسند: ج ٢ ص ٣٩٣ و ٤٥٧ عن أبي هريرة.
(٢) قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك. راجع التبيان: ج ٩ ص ٣٨٤.
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»