تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٨
الحرة لأن حجارتها كأنها محرقة، و (يوم) يجوز أن يكون مفتوحا لإضافته إلى غير متمكن، فيكون محله رفعا على: هو يوم هم... يفتنون، أو: نصبا بفعل مضمر دل عليه السؤال، أي: يقع في ذلك اليوم، ويجوز أن يكون منصوبا في الأصل بالمضمر الذي هو " يقع ".
(ذوقوا فتنتكم) في محل الحال، أي: مقولا لهم هذا القول (هذا) مبتدأ و (الذي) خبره، أي: هذا العذاب هو الذي (كنتم به تستعجلون).
(إن المتقين في جنت وعيون (15) ءاخذين مآ ءاتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذا لك محسنين (16) كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالاسحار هم يستغفرون (18) وفي أموا لهم حق للسآبل والمحروم (19) وفي الأرض ءايت للموقنين (20) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (21) وفي السمآء رزقكم وما توعدون (22) فورب السمآء والارض إنه لحق مثل مآ أنكم تنطقون (23)) (ءاخذين) أي: قابلين ما أعطاهم (ربهم) من النعيم والكرامة، راضين به (إنهم كانوا) في دار التكليف (محسنين) قد أحسنوا أعمالهم. وتفسير إحسانهم ما بعده، و " ما " مزيدة أي: كانوا يهجعون في زمان قليل من الليل إن جعلت (قليلا) ظرفا، ويجوز أن يكون صفة للمصدر أي: هجوعا قليلا. ويجوز أن يكون " ما " مصدرية أو موصولة على: كانوا قليلا من الليل هجوعهم، أو: ما يهجعون فيه هجوعا، فيكون فاعل (قليلا) وفيه ضروب من المبالغة بلفظ: " الهجوع " وهو الفرار من النوم، قال:
قد حصت البيضة رأسي فما * أطعم نوما غير تهجاع (1)

(1) لأبي قيس بن الأسلت من أبيات له في الفخر والحماسة يقول: قد حلقت البيضة - وهي ما تلبس على الرأس في الحرب - شعر رأسي من دوام لبسها، والتهجاع: التغافل قليلا لطرد النوم. راجع شرح شواهد الكشاف: ص 181.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»