تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٤١٣
حفيظ) أي: محفوظ عن البلى والدروس، وهو كتاب الحفظة، أو: كتاب حافظ لما أودع وكتب فيه.
(بل كذبوا) إضراب أتبع الإضراب الأول للدلالة على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم، وهو التكذيب (بالحق) الذي هو النبوة المؤيدة بالمعجزات (فهم في أمر مريج) أي: مختلط مضطرب، يقال: مرج الخاتم في إصبعه وخرج، فمرة يقولون: مجنون، وتارة: ساحر، وتارة: شاعر.
(أفلم ينظروا) حين كفروا بالبعث (إلى) آثار قدرة الله في بناء (السمآء) مع عظمها وحسن انتظامها (كيف بنينها) بغير علاقة وعماد (وما لها من فروج) أي: شقوق وفتوق، كقوله: ﴿هل ترى من فطور﴾ (1). (والارض مددنها) دحوناها وبسطناها، (وألقينا فيها روسى) أي: جبالا ثوابت (من كل زوج بهيج) من كل صنف تبتهج به لحسنه. (تبصرة) ليبصر به ويذكر كل (عبد منيب) راجع إلى ربه، مفكر في بدائع خلقه.
(ماء مبركا) أي: مطرا وغيثا يكثر النفع به والبركة (فأنبتنا به جنت) أي:
بساتين فيها أشجار تشتمل على الفواكه (وحب الحصيد) أي: وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد، وهو ما يقتات به من نحو الحنطة والشعير وغيرهما (و) أنبتنا به (النخل باسقت) طوالا في السماء (لها طلع نضيد) منضود، نضد بعضه على بعض، يريد: كثرة الطلع وتراكمه وكثرة ما فيه من الثمر. (رزقا) مفعول له، أي:
أنبتناها لنرزقهم (2)، أو: مصدر (أنبتنا) لأن الإنبات في معنى الرزق، و (كذلك الخروج) أي: كما (أحيينا به بلدة ميتا) لا تنبت شيئا فنبتت وعاشت كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم، والكاف في موضع الرفع على الابتداء.

(١) الملك: ٣.
(2) في بعض النسخ: " لرزقهم ".
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»