منهم وأطوع، وأنه غني عنهم في نصرة دينه، لا يؤثر تثاقلهم فيها * (شيئا) *، وقيل: الضمير للنبي (صلى الله عليه وآله) (1)، أي: * (لا تضروه شيئا) * لان الله وعد أن يعصمه من الناس ولا يخذله بل ينصره، ووعد الله كائن لا محالة.
* (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم (40)) * أي: إن تركتم نصرته فإن الله قد أوجب له النصرة، وجعله منصورا حين لم يكن معه إلا رجل واحد، فلن يخذله من بعد * (إذ أخرجه الذين كفروا) * أسند الإخراج إلى الكفار كما في قوله: * (من قريتك التي أخرجتك) * (2)، لأنهم حين هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج عنهم، فكأنهم أخرجوه * (ثاني اثنين) * أحد اثنين كقوله: * (ثالث ثلاثة) * (3)، وهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر، وانتصابه على الحال، و * (إذ هما) * بدل من * (إذ أخرجه) *، و * (إذ يقول) * بدل ثان، و * (الغار) *: الثقب العظيم في الجبل، وهو هاهنا غار ثور، جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة * (لا تحزن) * أي: لا تخف * (إن الله معنا) * مطلع علينا وعالم بحالنا يحفظنا وينصرنا، ولما دخلا الغار بعث الله حمامتين فباضتا في أسفله، والعنكبوت فنسجت عليه، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم أعم أبصارهم "، فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون، أخذ الله بأبصارهم عنه * (فأنزل الله سكينته عليه) * قرأ الصادق (عليه السلام): " على رسوله " (4)، وسكينته: ما ألقى في قلبه من الأمنة التي سكن