تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦١
جملة وافية: دنانير ودراهم، فهو كقوله: * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * (1) وقيل: معناه: ولا ينفقونها والذهب (2)، كما أن معنى قوله:
فإني وقيار بها لغريب (3) وقيار كذلك، وإنما خص الذهب والفضة من بين الأموال بالذكر لأنهما قانون التمول وأثمان الأشياء، ولا يكنزهما إلا من فضلا عن حاجته.
* (يوم يحمى عليها في نار جهنم) * أي: يوقد على الكنوز أو على الذهب والفضة حتى تصير نارا * (فتكوى بها) * أي: بتلك الكنوز المحماة * (جباههم وجنوبهم وظهورهم) * خصت هذه الأعضاء لأنهم لم يطلبوا بترك الإنفاق إلا الأغراض الدنيوية: من وجاهة عند الناس وأن يكون ماء وجوههم مصونا، ومن أكل الطيبات يتضلعون منها فينفخون جنوبهم، ومن لبس ثياب ناعمة يطرحونها على ظهورهم، وقيل: لأنهم كانوا يعبسون وجوههم للفقير ويولونه جنوبهم في المجالس وظهورهم (4) * (هذا ما كنزتم) * على إرادة القول * (لأنفسكم) * لانتفاع أنفسكم * (فذوقوا) * وبال الذي * (كنتم تكنزون‍) * - ه، أو وبال كونكم كانزين.
* (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقتلوا المشركين كآفة كما يقتلونكم كآفة واعلموا

(١) الحجرات: ٩.
(٢) قاله الزجاج في معاني القرآن: ج 2 ص 445.
(3) وصدره: ومن يك أمسى بالمدينة رحله. وقائله ضابئ بن الحارث البرجمي، أنشده في حبس عثمان بن عفان، وكان يريد أن يفتك بعثمان فحبسه ولم يزل فيه إلى أن مات. راجع الكامل للمبرد: ج 1 ص 320.
(4) قاله أبو بكر الوراق كما حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 289.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»