تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٠
بسم الله الرحمن الرحيم * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا (1) الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا (2) واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حيوا ة ولا نشورا (3) وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا (4) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (5) قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما (6) وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا (7) أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا (8) انظر كيف ضربوا لك الأمثل فضلوا فلا يستطيعون سبيلا (9) تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (10)) * البركة: الكثرة من الخير، ومنها: * (تبارك) * الله أي: عظمت خيراته وكثرت.
وسمي القرآن " فرقانا " لفصله بين الحق والباطل، أو: لأنه لم ينزل جملة واحدة بل متفرقا مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال * (ليكون) * الضمير ل‍ * (عبده) * أو ل‍ * (الفرقان) *، * (للعلمين) * للجن والإنس * (نذيرا) * منذرا مخوفا، أو: إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار. * (الذي له) * بدل من * (الذي نزل) *، أو مدح * (وخلق كل شئ) * أي: وأوجد كل شئ * (فقدره) * هيأه لما يصلح له.
(٦٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 634 635 636 637 639 640 641 642 643 644 645 ... » »»