تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٨
ثابت في كل وقت * (ذلك) * أي: ذلك الأمر بالإجارة * (ب‍) * سبب * (أنهم قوم) * جهلة * (لا يعلمون) * الإيمان فأمنهم حتى يسمعوا ويعلموا.
* (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين (7) كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون (8)) * * (كيف يكون للمشركين عهد) * صحيح ومحال أن يثبت لهم عهد مع إضمارهم الغدر والنكث، فلا تطمعوا في ذلك، ولكن * (الذين عهدتم) * منهم * (عند المسجد الحرام) * ولم يظهر منهم نكث كبني كنانة وبني ضمرة، فتربصوا أمرهم ولا تقاتلوهم * (فما استقاموا لكم) * على العهد * (فاستقيموا لهم) * على مثله.
* (كيف) * تكرار لاستبعاد ثبات المشركين على العهد، وحذف الفعل لكونه معلوما، أي: * (كيف) * يكون لهم عهد * (و) * حالهم أنهم * (إن يظهروا عليكم) * ويظفروا بكم بعد ما سبق لهم من الأيمان والمواثيق * (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة) * أي: لا يحفظوا فيكم قرابة ولا عهدا، قال حسان (1):
لعمرك إن إلك من قريش * كإل السقب من رأل النعام (2)

(1) حسان بن ثابت، ويكنى أبا الوليد، أصله من الخزرج، ولد بالمدينة عام 563 م، كان أشعر أهل المدينة في زمانه وأهم شعراء الدعوة الإسلامية، فقد مدح الرسول (صلى الله عليه وآله)، ونظم المراثي في شهداء المسلمين، ونظم أيضا في هجاء الخصوم والمنافقين، وكانت أشعاره في هجاء قريش وحدها كثيرة جمعها المدائني في كتاب أسماه: " هجاء حسان لقريش " يقال: توفي وله من العمر مائة وعشرين عاما، وعدوه من المعمرين. انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة:
ص 170 وما بعده.
(2) انظر ديوان حسان بن ثابت: ج 1 ص 394.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»