تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٧
بعضه ببعض وصار جبلا صلدا (1)، والصدفان بفتحتين: جانبا الجبلين، لأنهما يتصادفان أي: يتقابلان، وقرئ: " الصدفين " بضمتين (2) وبضمة وسكون (3)، والقطر: النحاس المذاب، و * (قطرا) * منصوب ب‍ * (أفرغ) * وتقديره: * (آتوني) * قطرا أفرغ عليه قطرا، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، وقرئ: " قال ائتوني " (4) جيئوني.
* (فما اسطاعوا) * بحذف التاء للخفة، وقرئ: " فما اصطاعوا " بقلب السين صادا (5) * (أن يظهروه) * أن يعلوه، أي: لا حيلة لهم في صعوده لارتفاعه وملاسته، ولا في نقبه لصلابته وثخانته.
* (هذا) * إشارة إلى السد، أي: هذا السد نعمة * (من) * الله و * (رحمة) * على عباده * (فإذا جاء وعد ربى) * أي: دنا مجئ يوم القيامة جعل السد " دكا " (6) أي:
مدكوكا مبسوطا مسوى بالأرض، وكل ما انبسط بعد ارتفاع فقد اندك، وقرئ:
* (دكاء) * بالمد، أي: أرضا مستوية * (وكان وعد ربى حقا) * هذا آخر حكاية قول ذي القرنين.
* (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا (99) وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا (100) الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا (101) أفحسب

(١) انظر تفسير البغوي: ج ٣ ص ١٨٢.
(2) قرأه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. راجع الكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج 2 ص 79.
(3) وهي قراءة عاصم برواية أبي بكر. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 401.
(4) قرأه حمزة وعاصم برواية أبي بكر. راجع المصدر السابق.
(5) وهي قراءة الأعشى على ما حكاه عنه ابن غلبون في تذكرته: ج 2 ص 518.
(6) يبدو واضحا أن المصنف اعتمد هنا على القراءة بالقصر تبعا للكشاف، وهي قراءة المشهور غير الكوفيين.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»