القرآن هذا (1) (2).
* (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) * أمر بالإعراض عنهم وقلة الاكتراث بهم وبإيمانهم، وأنهم لم يدخلوا في الإيمان، فإن من هم أفضل منهم من الذين قرأوا الكتاب وعلموا الشرائع قد آمنوا به وصح عندهم أنه النبي الموعود في كتبهم، ف * (إذا) * تلي * (عليهم) * خروا * (سجدا) * تعظيما لأمر الله، ولإنجازه ما وعده في الكتب المنزلة من بعثة محمد (صلى الله عليه وآله) وإنزال القرآن عليه، وهو المراد بالوعد في قوله:
* (إن كان وعد ربنا لمفعولا) * أي: إنه كان وعد الله حقا كائنا، وإنما ذكر الذقن لأن الساجد أقرب شئ منه إلى الأرض ذقنه، ومعنى اللام: الاختصاص، لأنهم جعلوا أذقانهم ووجوههم للسجود والخرور.
وكرر قوله: * (يخرون للأذقان) * لاختلاف الحالين، وهما: خرورهم في حال كونهم ساجدين، وخرورهم في حال كونهم باكين * (ويزيدهم) * القرآن * (خشوعا) * أي: لين قلب وتواضعا لله.
والدعاء بمعنى التسمية لا بمعنى النداء، وهو يتعدى إلى مفعولين، تقول:
دعوته زيدا، ثم تترك أحد المفعولين استغناء عنه فتقول: دعوت زيدا، و * (الله) * و * (الرحمن) * يريد بهما الاسم لا المسمى، و * (أو) * للتخيير، أي: سموا الله بهذا الاسم أو بهذا، والتنوين في " أي " عوض من المضاف إليه، و * (ما) * مزيدة مؤكدة للشرط، و * (تدعوا) * مجزوم بالشرط الذي يتضمنه " أي " والمعنى: أي هذين الاسمين سميتم أو ذكرتم * (فله الأسماء الحسنى) *، والضمير في * (له) * لا يرجع إلى أحد الاسمين لكن إلى مسماهما وهو ذاته عز اسمه، لأن التسمية للذات