تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٥
فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا (18) ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا (19) كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا (20) انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجت وأكبر تفضيلا (21) لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا (22)) * المعنى: * (وإذا أردنا أن نهلك) * أهل * (قرية) * بعد قيام الحجة عليهم وإرسال الرسل إليهم * (أمرنا مترفيها) * المتنعمين فيها بالإيمان والطاعة توكيدا للحجة عليهم * (ففسقوا فيها) * بالمعاصي * (فحق عليها القول) * أي: فوجب حينئذ على أهلها الوعيد فأهلكناها إهلاكا، وإنما خص المترفين - وهم الرؤساء - بالذكر لأن غيرهم تبع لهم، وقيل: معناه: كثرنا مترفيها (1)، فيكون من باب أمرته فأمر، أي: كثرته فكثر، مثل: بشرته فبشر. وفي الحديث: " خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة " (2) أي: كثيرة النتاج. وقرئ: " آمرنا " (3) أي: أفعلنا، من أمر وآمره غيره، وأمرنا بمعناه، أو من أمر إمارة وأمره الله، أي: جعلناهم أمراء وسلطناهم.
* (وكم) * مفعول * (أهلكنا) *، و * (من القرون) * تبيين ل‍ * (كم) * وتمييز له، يعني: عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيرا.
* (من) * كانت * (العاجلة) * وهي النعم الدنيوية همته ولم يرد غيرها تفضلنا

(١) قال الآلوسي: حكاه أبو حاتم عن أبي زيد، واختاره الفارسي. راجع روح المعاني: ج ١٥ ص ٤٤.
(٢) رواه ابن حجر في فتح الباري: ج ٨ ص ٣٩٥، والهيثمي في مجمع الزوائد: ج ٥ ص ٢٥٨.
والسكة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: الملقحة، والمهرة: ولد الفرس إذا كانت أنثى، ومأمورة: كثيرة النسل.
(3) قرأه يعقوب. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 498.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»