تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ١٩٦
والمعنى: فاستقم أنت وليستقم من تاب عن الكفر وآمن معك * (ولا تطغوا) * ولا تخرجوا عن حدود الله * (إنه بما تعملون بصير) * عالم فهو مجازيكم به.
وعن الصادق (عليه السلام): " * (فاستقم كما أمرت) * أي: افتقر إلى الله بصحة العزم " (1).
وعن ابن عباس: ما نزلت آية كانت أشق على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من هذه الآية (2)، ولهذا قال: " شيبتني هود والواقعة وأخواتها " (3).
* (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) * ولا تميلوا إلى الذين وجد منهم الظلم، والنهي متناول للدخول معهم في ظلمهم، وإظهار الرضا بفعلهم ومصاحبتهم ومصادقتهم ومداهنتهم، وعن الحسن: جعل الله الدين بين لاءين: * (لا تطغوا) * و * (لا تركنوا) * (4).
وفي الحديث: " من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه " (5).
* (ومالكم من دون الله من أولياء) * حال من قوله: * (فتمسكم النار) * أي:
فتمسكم النار وأنتم على هذه الحال، ومعناه: ومالكم من أنصار يقدرون على منعكم من عذابه غيره * (ثم) * لا ينصركم هو.
* (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (114) واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (115) فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا

(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ج ٧ ص ١١٥.
(٢) حكاه عنه القرطبي في تفسيره: ج ٩ ص ١٠٧.
(٣) قد تواتر هذا الحديث عنه (صلى الله عليه وآله) بهذا اللفظ أو قريب منه من طرق الخاصة والعامة، نذكر على سبيل المثال: أمالي الشيخ الصدوق: ج ١ ص ١٩٤، الخصال: ص 199، المعجم الكبير للطبراني: ج 6 ص 138 و ج 17 ص 287، المصنف لابن أبي شيبة: ج 10 ص 554، وغيرها.
(4) تفسير الحسن البصري: ج 2 ص 22.
(5) اتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج 6 ص 133.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 201 202 ... » »»