تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٧٩
مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) * (95) أي: * (قال) * أشراف * (الملا الذين كفروا من قومه) * للذين دونهم يثبطونهم عن الإيمان: * (لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون) * لاستبدالكم الضلالة بالهدى، وقيل: تخسرون باتباعه فوائد البخس والتطفيف، لأنه ينهاكم عنهما ويحملكم على الإيفاء والتسوية (1)، واللام في * (لئن اتبعتم) * موطئة للقسم، وجواب القسم * (إنكم إذا لخاسرون) * وقد سد مسد جواب الشرط (2) * (الذين كذبوا شعيبا) * مبتدأ وخبره * (كأن لم يغنوا فيها) * وكذلك * (كانوا هم الخاسرين) *، وفي هذا الابتداء معنى الاختصاص، كأنه قيل: الذين كذبوا شعيبا هم المخصوصون بالهلاك والاستئصال كأن لم يقيموا في دارهم، لأن الذين اتبعوا شعيبا أنجاهم الله * (الذين كذبوا شعيبا) * هم المخصوصون بالخسران العظيم دون أتباعه لأنهم الرابحون، وفي هذا الابتداء والتكرير تسفيه لرأي الملا ورد لمقالتهم ومبالغة في ذلك * (فتولى عنهم) * شعيب لما رأى إقبال العذاب عليهم * (وقال يقوم لقد) * أعذرت إليكم في النصيحة وإبلاغ الرسالة والتحذير مما حل بكم فلم تصدقوني * (فكيف آسى) * أي: فكيف أحزن * (على قوم) * ليسوا بأهل للحزن عليهم لكفرهم واستحقاقهم العذاب النازل بهم، والبأساء: البؤس والفقر، والضراء: الضر والمرض * (لعلهم يضرعون) * أي: ليتضرعوا ويتوبوا ويتذللوا * (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة) * أي: رفعنا السيئة يعني: ما كانوا فيه من البلاء والمحنة، ووضعنا الحسنة مكانها يعني: الرخاء والسعة والصحة * (حتى عفوا) * أي: كثروا ونموا في أنفسهم

(١) وهو قول الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ٤٦٩ - ٤٧٠، والبغوي في تفسيره: ج ٢ ص ١٨٢.
(٢) انظر تفصيل ذلك في الفريد في إعراب القرآن للهمداني: ج 2 ص 333.
(٦٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 ... » »»