تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٦٣٤
نفسا غير كاسبة لها * (في إيمانها) * من قبل ظهورها، وفي هذا دلالة على أن كسب الخير الذي هو عمل الجوارح غير الإيمان الذي هو عمل القلب، ألا ترى أنه عطف هذا على ذاك، والشئ لا يعطف على نفسه وإنما يعطف على غيره * (قل انتظروا إنا منتظرون) * وعيد وتهديد، وقرئ: * (تأتيهم الملائكة) * بالتاء والياء (1).
* (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبهم بما كانوا يفعلون (159) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون) * (160) * (فرقوا دينهم) * بأن جعلوه أديانا * (وكانوا شيعا) * أي: أحزابا وفرقا يكفر بعضهم بعضا كل فرقة تشيع إماما لها.
وفي الحديث: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة " (2).
سورة الأنعام / 159 - 162 وقرئ: " فارقوا دينهم " (3) أي: تركوه * (لست منهم في شئ) * أي: من السؤال عنهم وعن تفرقهم (4)، وقيل: معناه: أنك على المباعدة التامة من

(١) قرأه حمزة والكسائي. راجع التبيان: ج ٤ ص ٣٢٦، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١٤٤، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص ٢٧٣، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج ٢ ص ٤١٣.
(٢) مسند أحمد بن حنبل: ج ٢ ص ٣٣٢، المعجم الكبير للطبراني: ج ١٨ ص ٧٠، سنن البيهقي: ج ١٠ ص ٢٠٨.
(٣) قرأه حمزة والكسائي والأعشى، وهو المروي عن علي (عليه السلام) على ما حكاه عنه (عليه السلام) الشيخ في التبيان: ج ٤ ص ٣٢٨، وراجع تفسير البغوي: ج ٢ ص ١٤٥، وكتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 274، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 413.
(4) وهو قول الزمخشري في الكشاف: ج 2 ص 82.
(٦٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 639 ... » »»