تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٥٩٨
تحتها (1)، أو فمنكم مستقر في القبر ومنكم مستودع في الدنيا (2)، وعن الحسن:
يا ابن آدم أنت وديعة في أهلك ويوشك أن تلحق بصاحبك (3)، وأنشد قول لبيد:
وما المال والأهلون إلا وديعة * ولابد يوما أن ترد الودائع (4) * (وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنت من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشبه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) * (99) سورة الأنعام / 99 كل ما علاك فأظلك فهو سماء، وهو هنا السحاب * (فأخرجنا به) * بالماء * (نبات كل شئ) * نبت كل صنف من أصناف الحبوب (5) يعني: أن السبب واحد وهو الماء والمسببات صنوف، وهو كقوله: * (يسقى بماء وا حد ونفضل بعضها على بعض في الاكل) * (6)، * (فأخرجنا منه) * أي: من النبات * (خضرا) * أي: شيئا (7) غضا (8) أخضر، وهو ما تشعب من أصل النبات الخارج من الحبة * (نخرج منه) * من الخضر * (حبا متراكبا) * قد تركب بعضه على بعض مثل سنبلة الحنطة والشعير وغيرهما، و * (قنوان) * رفع بالابتداء * (ومن النخل) * خبره و * (من طلعها) * بدل

(١) وهو قول الحسن على ما حكاه عنه الماوردي في تفسيره: ج ٢ ص ١٤٩.
(٢) قاله الحسن. راجع تفسيره: ج ١ ص ٣٦١، والتبيان: ج ٤ ص ٢١٤، وإعراب القرآن للنحاس: ج ٢ ص ٨٥، وتفسير البغوي: ج ٢ ص ١١٨.
(٣) حكاه عنه البغوي في تفسيره: ج ٢ ص ١١٨.
(٤) البيت من الطويل، قاله وهو يرثي أخاه أربد. ويروى: " وما الناس والأموال "، ويروى: " الا ودائع ". انظر ديوان لبيد: ص ٨٩، وخزانة الأدب: ج ٥ ص ١١٧.
(٥) في بعض النسخ: الحيوان، وفي الكشاف: النامي.
(٦) الرعد: ٤.
(7) في بعض النسخ: نبتا.
(8) الغض: الطري. (القاموس المحيط والصحاح: مادة غضض).
(٥٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 ... » »»