* (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطا ومن قتل مؤمنا خطا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما) * (92) سورة النساء / 92 و 93 * (وما) * صح * (لمؤمن) * ولا استقام له وما لاق بحاله، كقوله سبحانه:
* (وما كان لنبي أن يغل) * (1) وما كان لنا أن نعود فيها * (أن يقتل مؤمنا) * ابتداء غير قصاص * (إلا خطا) * إلا على وجه الخطأ، وانتصب * (خطا) * على أنه مفعول له، أي: ما ينبغي له أن يقتله لعلة من العلل إلا للخطأ وحده، ويجوز أن يكون حالا بمعنى: لا يقتله في حال من الأحوال إلا في حال الخطأ، أو صفة للمصدر أي: إلا قتلا خطأ، والمعنى: أن من شأن المؤمن أن ينتفي عنه وجود قتل المؤمن ابتداء البتة إلا إذا وجد منه خطأ من غير قصد بأن يرمي شخصا على أنه كافر فيكون مسلما أو نحو ذلك (2) * (فتحرير رقبة) * أي: فعليه تحرير رقبة، والتحرير:
الإعتاق، والحر: الكريم، والعتيق كذلك لأن الكرم في الأحرار، ومنه عتاق الطير وعتاق الخيل لكرامهما، وحر الوجه (3) أكرم موضع منه، والرقبة عبارة عن النسمة * (ودية مسلمة إلى أهله) * أي: مؤداة إلى ورثته يقتسمونها كما يقتسمون الميراث، والدية على عاقلة القاتل * (إلا أن يصدقوا) * أي: يتصدق أولياء المقتول بالدية ومعناه: العفو، وفي الحديث: " كل معروف صدقة " (4)، * (فإن كان من قوم عدو