تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٢٧
رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مقاتلين (1)، والحصر: الضيق والانقباض * (أن يقتلوكم) * عن أن يقاتلوكم، أو كراهة أن يقاتلوكم * (ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم) * هذا إخبار عن المقدور، وليس فيه أنه يفعل ذلك أو يأذن لهم فيه بل قذف سبحانه الرعب في قلوبهم حتى طلبوا الموادعة، ولو لم يقذفه لكانوا مسلطين أي: مقاتلين غير مكافين * (فإن اعتزلوكم) * فإن لم يتعرضوا لكم * (وألقوا إليكم السلم) * أي:
الاستسلام والانقياد * (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) * أي: فما أذن لكم في أخذهم وقتلهم.
* (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطنا مبينا) * (91) هم قوم من بني أسد وغطفان كانوا إذا أتوا المدينة أسلموا وعاهدوا ليأمنوا المسلمين فإذا رجعوا إلى قومهم نكثوا عهدهم وكفروا * (كل ما ردوا إلى الفتنة) * أي: كلما دعاهم قومهم إلى قتال المسلمين قلبوا * (فيها) * أقبح قلب وكانوا شرا فيها من كل عدو * (فإن لم) * يعتزل هؤلاء قتالكم ولم يستسلموا لكم * (و) * لم * (يكفوا أيديهم) * عن قتالكم فأسروهم * (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) * أي: حيث تمكنتم منهم * (سلطنا مبينا) * أي: حجة واضحة لظهور عداوتهم وكفرهم وإضرارهم بأهل الإسلام، وقيل: تسلطا ظاهرا حيث أذنا لكم في قتلهم وأسرهم (2).

(1) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 547.
(2) قاله الزمخشري في كشافه: ج 1 ص 548.
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»