تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٣٥٤
ميزته فتميز، وإنما يميز بين الفريقين بالوحي إلى نبيه وإخباره بأحوالكم * (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) * فلا تظنوا إذا أخبركم النبي بنفاق الرجل أنه يطلع على ما في القلوب بنفسه ولكن الله يوحي إليه بأن في الغيب كذا وأن هذا منافق وهذا مخلص فيعلم ذلك من جهة اطلاع الله تعالى إياه، ويجوز أن يكون المراد بالتمييز أنه يكلف التكاليف الشاقة كبذل الأرواح في الجهاد وإنفاق الأموال في سبيل الله، ونحو ذلك مما يظهر به أحوالهم فيعلم بعضكم ما في قلب بعض عن طريق الاستدلال، وما كان الله ليطلع أحدا منكم على الغيب ومضمرات القلوب (1) * (ولكن الله يجتبى من رسله من يشاء) * فيخبره ببعض المغيبات * (فامنوا بالله ورسله) * بأن تقدروه حق قدره، وتعلموا رسله عبادا مصطفين للرسالة لا يعلمون إلا ما علمهم الله ولا يخبرون من الغيوب إلا بما أخبرهم الله به، وقيل: إن المشركين قالوا: إن كان محمد صادقا فليخبرنا من يؤمن منا ومن يكفر، فنزلت الآية (2).
* (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ولله ميرا ث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير) * (180) سورة آل عمران / 180 و 181 من قرأ بالتاء (3) قدر مضافا محذوفا، أي: * (ولا) * تحسبن بخل * (الذين

(١) انظر الكشاف: ج ١ ص ٤٤٥.
(٢) قاله السدي. راجع أسباب النزول للواحدي: ص ١١٢، والتبيان: ج ٣ ص ٦٢.
(3) وهي قراءة حمزة. راجع كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد: ص 220، والكشف عن وجوه القراءات للقيسي: ج 1 ص 366، والتذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 365.
(٣٥٤)
مفاتيح البحث: سورة آل عمران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»