خرق العادة من الوجود من غير أب، والمعنى: قدره جسما (1) من طين * (ثم قال له كن) * أي: أنشأه بشرا كما قال: * (ثم أنشأناه خلقا آخر) * (2) وقوله: * (فيكون) * حكاية حال ماضية * (الحق من ربك) * خبر مبتدأ محذوف أي: هو الحق، كقول أهل خيبر (3): " محمد والخميس " أي (4): الجيش * (فلا تكن من الممترين) * من باب التهييج لزيادة الطمأنينة واليقين * (فمن حاجك) * من النصارى * (فيه) * أي: في عيسى * (من بعد ما جاءك من العلم) * أي: من البينات الموجبة للعلم * (فقل تعالوا) * هلموا، والمراد المجئ بالرأي والعزم كما تقول: تعال نفكر في هذه المسألة * (ندع أبنائنا وأبناءكم) * أي: يدع كل مني ومنكم أبناءه ونساءه ومن نفسه كنفسه إلى المباهلة * (ثم نبتهل) * أي: نتباهل بأن نقول: " بهلة الله على الكاذب منا ومنكم " والبهلة - بالفتح والضم -: اللعنة، وبهله الله: لعنه وأبعده من رحمته من قولك: أبهله إذا أهمله، وناقة باهل: لا صرار (5) عليها، هذا أصل الابتهال ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه وإن لم يكن التعانا.
نزلت الآيات في وفد نجران (6): العاقب والسيد ومن معهما، ولما دعاهم