تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٧٥
التعريف (1) * (ملك الملك) * أي: تملك جنس الملك فتتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكونه * (تؤتى الملك من تشاء) * تعطي من تشاء من الملك النصيب الذي قسمته له * (وتنزع الملك ممن تشاء) * النصيب الذي أعطيته منه، فالملك الأول عام والآخران خاصان بعضان من الكل * (وتعز من تشاء) * من أوليائك في الدنيا والدين * (وتذل من تشاء) * من أعدائك * (بيدك الخير) * تؤتيه أولياءك على رغم من أعدائك * (تولج اليل في النهار) * أي: تنقص من الليل وتجعل ذلك النقصان زيادة في النهار، وتنقص من النهار وتجعل ذلك النقصان زيادة في الليل * (وتخرج الحي من الميت) * أي: من النطفة * (وتخرج الميت) * أي: النطفة * (من الحي) * وقيل: تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن (2) * (وترزق من تشاء بغير

(١) قال الزجاج: فأما إعراب " اللهم " فضم الهاء وفتح الميم، لا اختلاف في اللفظ به بين النحويين، فأما العلة فقد اختلف فيها النحويون، فقال بعضهم: معنى الكلام: يا الله أم بخير، وهذا إقدام عظيم، لأن كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأكثر الكلام الإتيان به، يقال: ويل أمه، وويل أمه، والأكثر إثبات الهمز، ولو كان كما يقول لجاز " اومم " و " الله أم " وكان يجب أن تلزمه ياء النداء، لأن العرب تقول: يا الله اغفر لنا، ولم يقل أحد من العرب إلا اللهم... إلى أن قال: وهذا القول يبطل من جهات: أحدها: أن " يا " ليست في الكلام، وأخرى: أن هذا المحذوف لم يتكلم به على أصله كما تتكلم بمثله، وأنه لا يقدم أمام الدعاء هذا الذي ذكره... إلى أن قال: وقال الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم: ان " اللهم " بمعنى: يا الله، وأن الميم المشددة عوض من " يا " لأنهم لم يجدوا ياء مع هذه الميم في كلمة، ووجدوا اسم الله جل وعز مستعملا ب‍ " يا " إذا لم يذكر الميم، فعلموا أن الميم من آخر الكلمة بمنزلة " يا " في أولها... إلى أن قال: وزعم سيبويه أن هذا الاسم لا يوصف لأنه قد ضمت إليه الميم فقال في قوله تعالى: * (قل اللهم فاطر السماوات والأرض) *: أن * (فاطر) * منصوب على النداء، وكذلك * (ملك الملك) * ولكن لم يذكره في كتابه. والقول عندي: ان * (ملك الملك) * صفة الله، وأن * (فاطر السماوات والأرض) * كذلك، وذلك أن الاسم ومعه الميم بمنزلته ومعه " يا " فلا تمنع الصفة مع الميم كما لا تمنع مع " يا " انتهى. راجع معاني القرآن وإعرابه: ج ١ ص ٣٩٤.
(٢) قاله الحسن البصري وروي ذلك عن الباقر والصادق (عليهما السلام). راجع تفسير الحسن البصري:
ج ١ ص ٢٠٦، والتبيان: ج ٢ ص ٤٣٢.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»