تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
* (إن الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العلمين (33) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * (34) * (آل إبراهيم) *: إسماعيل وإسحاق وأولادهما، و * (آل عمران) *: موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر، وقيل: عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثان (1)، وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة و * (ذرية) * بدل من * (آل إبراهيم وآل عمران) *، * (بعضها من بعض) * يعني: أن الآلين ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض، وفي قراءة أهل البيت (عليهم السلام): " وآل محمد على العالمين " (2)، وقيل: إن آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهل البيت (عليهم السلام) (3)، ومن اصطفاه الله تعالى واختاره من خلقه لا يكون إلا معصوما مطهرا عن القبائح، وعلى هذا فيجب أن يكون الاصطفاء مخصوصا بمن كان معصوما من آل إبراهيم وآل عمران نبيا كان أو إماما (4).
* (إذ قالت امرأة عمرا ن رب إني نذرت لك ما في بطني محررا

(١) وهو قول الحسن البصري. راجع تفسيره: ج ١ ص ٢١٠، والتبيان: ج ٢ ص ٤٤١، وزاد المسير لابن الجوزي: ج ١ ص ٣٧٥.
(٢) انظر تفسير القمي: ج ١ ص ١٠٠ وفيه: عن الكاظم (عليه السلام)، والتبيان: ج ٢ ص ٤٤١، وتفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٩ ح ٣٤ و ٣٥ كلاهما عن الصادق (عليه السلام).
(٣) قاله الحسن. راجع التبيان: ج ٢ ص ٤٤١.
(٤) قال الشيخ في التبيان: ج ٢ ص ٤٤٠: والاصطفاء هو الاختصاص بحال خالصة من الأدناس، ويقال ذلك على وجهين: الأول: يقال: اصطفاه لنفسه أي جعله خالصا له يختص به، والثاني: اصطفاه على غيره أي اختصه بالتفضيل على غيره وهو معنى الآية، فإن قيل:
كيف يجوز اختصاصهم بالتفضيل قبل العمل؟ قيل: إذا كان في المعلوم أن صلاح الخلق لا يتم إلا بتقديم الاعلام لذلك بما قدم من البشارة بهم، والاخبار بما يكون من حسن أفعالهم والتشويق إليهم بما يكون من جلالتهم إلى غيره من الآيات التي تشهد لهم، والقوى في العقول والافهام التي كانت لهم، وجب في الحكمة تقديم ذلك لما فيه من حسن التدبير.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»