على أنه قادر على كل شئ * (لعلكم تعقلون) * أي: تعملون (1) على قضية عقولكم في أن من قدر على إحياء نفس واحدة قدر على إحياء النفوس كلها، لعدم الاختصاص حتى لا تنكروا البعث.
وإنما قدمت قصة الأمر بذبح البقرة على ذكر القتل (2) مع تقدمه، لأن الغرض ذكر قصتين كل واحدة منهما تختص بنوع من التقريع، فلو عمل على عكسه لكانت قصة واحدة وذهب الغرض في ذلك.
* (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهر وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغفل عما تعملون) * (74) * (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك) * المعنى في * (ثم) * استبعاد القسوة من بعد ما ذكر مما يوجب لين القلوب ورقتها من إحياء القتيل وغير ذلك من الآيات * (فهي) * في قسوتها مثل الحجارة * (أو أشد قسوة) * منها، والمعنى: أن من عرفها شبهها بالحجارة أو قال: هي أقسى من الحجارة، أو من عرف حالها شبهها بالحجارة أو بجوهر أقسى منها * (وإن من الحجارة) * بيان لفضل قسوة قلوبهم على الحجارة، والتفجر: التفتح بالسعة والكثرة، والمعنى: أن من الحجارة ما فيه خروق واسعة يتدفق منها الماء الكثير * (وإن منها لما يشقق) * أي: يتشقق، أدغم التاء في الشين، أي: ينشق طولا أو عرضا فينبع منه الماء * (وإن منها لما يهبط) * أي: يتردى من أعلى الجبل، والخشية مجاز عن انقيادها لأمر الله، وقلوب هؤلاء لا تنقاد ولا تفعل (3) ما أمرت به * (وما الله بغفل عما تعملون) * أيها المكذبون،