الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٤ - الصفحة ٢٩٥
إنه كان توابا.
سورة تبت خمس آيات. وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
الله صلى الله عليه وسلم " لقد أوتي هذا الغلام علما كثيرا " وروي أنها لما نزلت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله، فعلم أبو بكر رضي الله عنه فقال: فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا " وعن ابن عباس أن عمر رضي الله عنهما كان يدنيه ويأذن له مع أهل بدر، فقال عبد الرحمن: أتأذن لهذا الفتى معنا وفي أبنائنا من هو مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال ابن عباس: فأذن لهم ذات يوم وأذن لي معهم، فسألهم عن قول الله تعالى - إذا جاء نصر الله - ولا أراه سألهم إلا من أجلي، فقال بعضهم: أمر الله نبيه إذا فتح عليه أن يستغفره ويتوب إليه. فقلت: ليس كذلك، ولكن نعيت إليه نفسه، فقال عمر: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم، ثم قال: كيف تلومونني عليه بعد ما ترون. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه دعا فاطمة رضي الله عنها فقال: يا بنتاه إنه نعيت إلي نفسي، فبكت فقال: لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا بي " وعن ابن مسعود أن هذه السورة تسمى سورة التوديع (كان توابا) أي كان في الأزمنة الماضية منذ خلق المكلفين توابا عليهم إذا استغفروا، فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة إذا جاء نصر الله أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد يوم فتح مكة ".
سورة تبت خمس آيات. وهي مكية (بسم الله الرحمن الرحيم) التباب: الهلاك، ومنه قولهم أشابة أم تابة: أي هالكة من الهرم والتعجيز، والمعنى: هلكت يداه، لأنه فيما
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»