الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٤٤
* قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين
____________________
وقيل لايمن عليهم لأنه إنما يمن التفضل، فأما الأجر فحق أداؤه. وقيل نزلت في المرضى والزمني والهرمي إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون (أئنكم) بهمزتين الثانية بين بين وآ إنكم بألف بين همزتين (ذلك) الذي قدر على خلق الأرض في مدة يومين هو (رب العالمين)، رواسي: جبال ثوابت. فإن قلت: ما معنى قوله (من فوقها) وهلا اقتصر على قوله وجعل فيها رواسي كقوله تعالى - وجعلنا فيها رواسي شامخات - وجعلنا في الأرض رواسي - وجعل لها رواسي - قلت: لو كانت تحتها كالأساطين لها تستقر عليها أو مركوزة فيها كالمسامير لمنعت من الميدان أيضا، وإنما اختار إرساءها فوق الأرض لتكون المنافع في الجبال معرضة لطالبيها حاضرة لمحصليها، وليبصر أن الأرض والجبال أثقال على أثقال كلها مفتقرة إلى ممسك لابد لها منه وهو ممسكها عز وعلا بقدرته (وبارك فيها) وأكثر خيرها وأنماه (وقدر فيها أقواتها) أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم. وفي قراءة ابن مسعود وقسم فيها أقواتها (في أربعة أيام سواء) فذلكة لمدة خلق الله الأرض وما فيها، كأنه قال: كل ذلك في أربعة أيام كاملة مستوية بلا زيادة ولا نقصان. قيل خلق الله الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين وما فيها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء. وقال الزجاج: في أربعة أيام: في تتمة أربعة أيام، يريد بالتتمة اليومين. وقرئ سواء بالحركات الثلاث الجر على الوصف، والنصب على استوت سواء: أي استواء، والرفع على هي سواء. فإن قلت: بم تعلق قوله (للسائلين)؟ قلت: بمحذوف كأنه قيل هذا الحصر لأجل من سأل
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»