التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٦٠
الساكنين، وليس بعطف على قوله " يختم " لأنه رفع " وبين ذلك بقوله " ويحق الحق بكلماته " أي ويثبت الحق بأقواله التي ينزلها على أنبيائه يتبين بها كذب من ادعى على الله كذبا في أنه نبي، ولا يكون كذلك " إنه عليم بذات الصدور " أي بأسرار ما في الصدور، لا يخفى عليه شئ منها. ثم قال " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " فتمدحه بأن يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات بأن لا يعاقب عليها دليل على أن إسقاط العقاب عندها تفضل، ويعلم ما تفعلونه من التوبة وغيرها فيجازيكم عليها. فمن قرأ بالتاء فعلى الخطاب ومن قرأ بالياء فعلى وجه الاخبار عن الغائب.
قوله تعالى:
(ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد (26) ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير (27) وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد (28) ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير (29) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) (30) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عامر ونافع " بما كسبت " بلا فاء، وكذلك هو في مصاحف أهل
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست