التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٢٤٦
بمعنى عظيم.
وقوله * (وله المثل الاعلى في السماوات والأرض) * قال قتادة وهو قول:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لأنه دائم في السماوات والأرض، يقول الثاني فيه كما قال الأول. وقيل: المعنى وله الصفة العليا، لأنها دائرة يصفه بها الثاني كما يصفه بها الأول. وقيل: النشأة الثانية يا أهل الكفر ينبغي أن تكون أهون عليه. ثم قال * (وله المثل الاعلى) * فذلك دليل على أنه مثل ضربه الله.
ذكره الفراء.
وقوله * (وهو العزيز الحكيم) * يعني في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره لخلقه. ثم قال * (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت ايمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء) * المعنى إنكم إذا لم ترضوا في عبيدكم أن يكونوا شركاء لكم في أموالكم وأملاككم، فكيف ترضون لربكم أن يكون له شركاء في العبادة!!. وقال قتادة: كما لا ترضون أن يكون عبيدكم شركاءكم في فراشكم وأزواجكم كذلك لا ترضوا في ربكم الذي خلقكم أن يعدل به أحد من خلقه فيشرك بينهما في العبادة.
وقوله * (تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) * قال أبو مخلد: معناه تخافون عبيدكم أن يشاركوكم في أموالكم كما تخافون الشريك من نظرائكم. وقيل: تخافون ان يرثوكم كما يرث بعضكم من بعض - ذكره ابن عباس - وقيل: معناه تخافونهم كخيفتكم أنفسكم في اتلاف المال بانفاقه.
ثم قال * (كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون) * أي كما ميزنا لكم هذه الأدلة نفصل الأدلة لقوم يعقلون، فيتدبرون ذلك ويفكرون فيها. وقال سعيد ابن جبير: كان أهل الجاهلية إذا لبوا قالوا: لبيك اللهم لبيك لا شريك
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»
الفهرست