التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٣٩
بالأمس إلا أن تكون جبارا متكبرا في الأرض " وما تريد " اي ولست تريد " أن تكون من " جملة " المصلحين ".
وقوله " وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى " قيل هو مؤمن آل فرعون " قال يا موسى ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك " أي يأمر بعضهم بعضا بقتلك.
وقيل: يأتمرون معناه يرتاؤن، قال نمر بن تولب:
أرى الناس قد أحدثوا شيمة * وفى كل حادثه يؤتمر (1) أي يرتاء، وقال آخر:
ما تأتمر فينا فأمرك * في يمينك أو شمالك فقوله " فاخرج اني لك من الناصحين " حكاية ما قال الرجل لموسى، وانه ناصح له بقوله، يحذره من أعدائه. وقال الزجاج: وقوله " اني لك " ليست من صلة " الناصحين " لان الصلة لا تقدم على الموصول، لكن تقديره: إني من الناصحين الذين ينصحون لك، يقال: نصحت لك ونصحتك، والأول أكثر.
قوله تعالى:
* (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين (21) ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون (22) ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير (23) فسقى

(1) تفسير الطبري 20 / 31 والقرطبي 13 / 266
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست