غفلوا عن ذكره لبعد عهدهم به. وقيل: انه كان يوم عيد لهم قد اشتغلوا بلهوهم ولعبهم. وقوله * (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه) * قال مجاهد: يعني من شيعته إنه كان إسرائيليا، والآخر إنه كان قبطيا. وقال ابن إسحاق: كان أحدهما مسلما، والآخر كافرا * (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) * أي استنصره لينصره * (فوكزه موسى) * أي دفع في صدره، وجميع كفه (ولكزه) مثل وكزه ولهزه * (فقضى عليه) * أي مات، فقال عند ذلك موسى * (هذا من عمل الشيطان) * أي من اغوائه حتى زدت من الايقاع به، وإن لم اقصد قتله. وقيل: ان الكناية عن المقتول، فكأنه قال: ان المقتول من عمل الشيطان اي عمله عمل الشيطان. ثم وصف الشيطان بأنه * (عدو) * للبشر ظاهر العداوة. وقوله * (هذا من شيعته وهذا من عدوه) * إشارة إلى الرجلين اللذين أحدهما من شيعة موسى، والآخر من عدوه إنما هو على وجه الحكاية للحاضر إذا نظر اليهما الناظر قال هذا من شيعته وهذا من عدوه.
قوله تعالى:
* (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (16) قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين (17) فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين (18) فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدوه لهما قال