التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٩٣
لان ما يدعو إليه الهوى باطل، والإله حق يعظم بما لا شئ أعظم منه، فليس يجوز أن يكون الاله ما يدعو إليه الهوى، وإنما الاله ما يدعوا إلى عبادته العقل.
ومعنى " أفأنت تكون عليه وكيلا " أي لا تكون له أنت حافظا من الخروج إلى هذا الفساد. قال المبرد: الوكيل أصله واحد، ويشتمل على فروع ترجع إليه، فالوكيل من تتكل عليه وتعتمد في أمورك عليه. ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله " أم تحسب " يا محمد وتظن " أن أكثر " هؤلاء الكفار " يسمعون " ما تقول سماع طالب للأفهام " أو يعقلون " ما تقوله لهم؟ بل سماعهم كسماع الانعام، وهم أضل سبيلا من الانعام، لأنهم مكنوا من طريق الفهم، ولم تمكن النعم من ذلك، وهم مع ذلك لا يعقلون ما تقول، إذ لو عقلوا عقل الفهم به لدعاهم عقلهم إليه، لأنه نور في قلب المدرك له. وقيل " بل هم أضل سبيلا " لأنها لا تعتقد بطلان الصواب وإن كانت لا تعرفه، وهم قد اعتقدوا ضد الصواب الذي هو الجهل. وقيل: كان أحدهم يعبد الحجر، فإذا رأى أحسن صورة منه ترك الأول وعبد الثاني. وقيل: لان الانعام تهتدي إلى منافعها ومضارها. وهؤلاء لا يهتدون إلى ما يدعون إليه من طريق الحق، فهم أضل.
قوله تعالى:
(ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا (45) ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) (46) آيتان.
يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وهو متوجه إلى جميع المكلفين " ألم تر " يا محمد " إلى ربك " ومعناه ألم تعلم ربك " كيف مد الظل " قال ابن عباس والضحاك وسعيد
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»
الفهرست