شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين (24) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين) (25) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ابن عامر ونافع وأبو بكر عن عاصم " نسقيكم " بفتح النون. الباقون بضمها. قال بعضهم: هم لغتان سقيت وأسقيت، قال الشاعر:
سقى قومي بني مجد واسقي * نميرا والقبائل من هلال (1) ولا يجوز أن يكون المراد في البيت (وأسقى) مثل قوله " وأسقيناكم ماء فراتا " (2) لأنه لا يكون قد دعا لقومه وخاصته بدون ما دعا للأجنبي البعيد عنه.
والصحيح ان سقيت للشفة وأسقيت للأنهار والانعام تقول: دعوت الله ان يسقيه.
ومن قرأ بضم النون أراد: انا جعلنا ما في ضروعها من الألبان سقيا لكم، كما يقال:
أسقيناهم نهرا إذا جعلته سقيا لهم، وهذا كأنه أعم، لان ما هو سقيا لا يمتنع أن يكون للشفة، وما يكون للشفة - فقط - يمتنع أن يكون سقيا. وما أسقانا الله من البان الانعام أكثر مما يكون للشفة ومن فتح النون جعل ذلك مختصا به الشفاه دون المزارع والمراعي، فلم يكن مثل الماء في قوله " فأسقيناكموه " (3) وقوله " وأسقيناكم ماء فراتا " لان ذلك يصلح للامرين، ومن ثم قال " وسقاهم ربهم شرابا طهورا " (4) وإنما قال ههنا " مما في بطونها " وفي النحل " بطونه " (5) لأنه إذا أنث، فلا كلام لرجوع ذلك إلى الانعام. وإذا ذكر فلان النعم والانعام بمعنى واحد، ولئن التقدير: