التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٨٠
مكانا سوى (58) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى (59) فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى) (60) خمس آيات بلا خلاف.
قوله (ولقد أريناه آياتنا كلها) تقديره أريناه آياتنا التي أعطيناها موسى وأظهرناها عليه (كلها) لما يقتضيه حال موسى (ع) معه، ولم يرد جميع آيات الله التي يقدر عليها، ولا كل آية خلقها الله، لان المعلوم أنه لم يرد به جميعها. وقوله (فكذب وأبى) معناه نسب الخبر الذي أتاه إلى الكذب (وأبى) امتنع مما دعي إليه من توحيد الله واخلاص عبادته والطاعة لما أمر به. وقال فرعون لموسى (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى) والسحر حيلة يخفى سببها ويظن بها المعجزة، ولذلك يكفر المصدق بالسحر، لأنه لا يمكنه العلم بصحة النبوة مع تصديقه بأن الساحر يأتي بسحره بتغيير الثابت. ثم قال فرعون لموسى (فلنأتينك) يا موسى (بسحر) مثل سحرك (فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى) اي عدنا مكانا نجتمع فيه ووقتا نأتي فيه (مكانا سوى) أي مكانا عدلا بيننا وبينك - في قول قتادة والسدي - وقيل معناه مستويا يتبين الناس ما بيننا فيه - ذكره ابن زيد - وقيل:
معناه يستوي حالنا في الرضا به. وفيه إذا قصر لغتان - كسر السين، وضمها - وإذا فتحت السين مددته نحو قوله (إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) (1) ومثله عدى وعدى. وطوى وطوى، وثنى وثنى. وقال أبو عبيدة: (سوى) النصف والوسط قال الشاعر:
وإن أبانا كان حل ببلدة * سوى بين قيس غيلان والفزر (2)

(1) سورة 3 آل عمران آية 64 (2) تفسير الطبري 11 / 198 والطبري 16 / 119
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست