التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١١٠
شيئا عظيما، ومن قال: المعدوم شئ قال: أراد ولم يكن شيئا موجودا. ولم يكن قول زكريا " انى يكون لي ولد " على وجه الانكار بل كان ذلك على وجه التعجب من عظم قدرة الله. وقيل: أنه قال ذلك مستخبرا، وتقديره ابتلك الحال أو بقلبه إلى حال الشباب، ذكره الحسن، فقال زكريا يا عند ذلك يا " رب اجعل لي آية " أي دلالة وعلامة استدل بها على وقت كونه، فقال الله تعالى له " آيتك " أي علامتك على ذلك " ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " فقال ابن عباس اعتقل لسانه من غير مرض ثلاثة أيام. وقال قتادة والسدي وابن زيد اعتقل لسانه من غير خرس. وفي زكريا ثلاث لغات (زكرياء) ممدود (وزكريا) مقصور و (زكرى) مشدد. (وقرئ بالمقصور والمدور دون اللغة الثالثة) (1) قوله تعالى:
(فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (10) يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا (11) وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا (12) وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا (13) وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (14) خمس آيات بلا خلاف.
حكى الله تعالى ان زكريا " خرج على قومه من المحراب " وهو الموضع الذي يتوجه إليه للصلاة. وقال ابن زيد محرابه مصلاه. والأصل فيه مجلس الاشراف الذي

(1) ما بين القوسين ساقط من المطبوعة.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست