به يستهزؤن (5) آية بلا خلاف.
في هذه الآية اخبار منه تعالى أن الكفار قد كذبوا بالحق الذي أتاهم به محمد صلى الله عليه وآله لما جاءهم بالقرآن، وسائر أمور الدين، وانه سوف يأتيهم خبر العذاب الذي ينزله بهم عقوبة على كفرهم، وهذا العذاب هو الذي كانوا به يستهزؤن: بأخبار رسول الله إياهم به وبنزوله بهم.
فبين أن ذلك سيحل بهم وسيقفون على صحته. ودل ذلك على أنهم كانوا يستهزؤن، وإن كان لم يذكره ههنا وذكره في موضع آخر. ومثل ذلك قول القائل للجاني عليه: سيعلم عملك. وإنما يريد ستجازى على عملك.
وقال الزجاج: معنى " أنباء ما كانوا به يستهزؤن " أي تأويله. والمعنى سيعلمون ما يؤول إليه استهزاؤهم.
قوله تعالى:
ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشانا من بعدهم قرنا آخرين (6) آية بلا خلاف.
قوله " ألم يروا " خطاب للغائب وتقديره ألم ير هؤلاء الكفار: ألم يعلموا كم أهلكنا من قبلهم من قرن. ثم قال مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم " فخاطب خطاب المواجه، فكأنه اخبر النبي صلى الله عليه وآله ثم خاطبه معهم، كما قال:
" حتى إذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بربح طيبة " (1) فذكر لفظ الغائب بعد