تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الأكمه والأبرص باذني وإذ تخرج الموتى باذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين (113) آية بلا خلاف.
قرأ حمزة والكسائي وخلف " ساحر " بألف هاهنا وفي أول سورة يونس، وفي هود، وفي الصف. وأفقههم ابن عامر وعاصم في يونس.
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أنه من صفعة يوم القيامة كما أن ما قبله من صفتها ومن خطاب الرسل بالمسألة والتذكير بالنعمة لتوبيخ من يستحق التوبيخ من أممهم وتبشير من يستحق البشارة منهم.
العامل في (إذ) يحتمل أحد أمرين: أحدهما - الابتداء عطفا على قوله " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم " قال وذلك " إذ قال " فيكون موضعه رفعا كما يقول القائل كأنك بنا قد وردنا بلد كذا فصنعنا فيه وفعلنا إذ صاح بك صائح فأجبته وتركتني.
الثاني - اذكر إذ قال الله. وقال بعضهم ان معناه ماذا أجبتم على عهد عيسى. قال الرماني: هذا غلط، لأنه من صفة (يوم القيامة) وعندي لا يمتنع أن يكون المراد بذلك اخبار النبي صلى الله عليه وآله إذ قال الله لعيسى بن مريم إذكر، أي أخبر قومك ما أنعمت به عليك وعلى أمك، واشكر ذلك إذ أيدتك بروح القدس. وروح القدس هو جبرائيل وحسن قوله " إذ قال " ولم يقل (يقول) لأنه عطف على ما قبله لأنه قدم ذكر الوقت. وتأييد الله هو ما قواه به وأعانه على أمور دينه، وعلى رفع ظلم اليهود والكافرين عنه. ووزن " أيدتك " فعلتك من الأيد على وزن قربتك. وقال الزجاج: يجوز أن يكون فاعلتك من الأيد. وقرأ مجاهد: أيدتك على وزن أفعلتك من الأيد. وروح القدس