التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٢٩١
تأنيث ذوات الفروج، وتقدم الفعل جاز ان يذكر، كما قال " فمن جاءه موعظة " (1) و " أخذ الذين ظلموا الصيحة " (2) وتكون (كان) تامة، ومعناه وان وقع ميتة.
اخبر الله تعالى في هذه الآية عن هؤلاء الكفار الذين ذكرهم أنهم " قالوا ما في بطون هذه الانعام " التي تقدم ذكرها أحياء، فهو خالص لذكروهم، ومحرم على أزواجهم الإناث وبناتهم. وقال بعضهم انه يختص بالزوجات، والأولى عموم النساء تفضيلا للذكور على الإناث. وقيل إن الذكور كانوا القوام بخدمة الأوثان.
والمراد بما في بطون الانعام قيل فيه ثلاثة أقوال:
أحدها - قال قتادة المراد به الألبان.
والثاني - قال مجاهد والسدي: انه الأجنة.
الثالث - ان المراد به الجميع، وهو أعم.
وقوله " خالصة لذكورنا " معناه لا يشركهم فيها أحد من الإناث وليس المراد به تسوية تصفية شئ عن شئ كالذهب الخالص والفضة الخالصة، ومن ذلك إخلاص التوحيد واخلاص العمل لله.
والهاء في قوله " خالصة " قيل فيها ثلاثة أقوال:
أحدها - أنها للمبالغة في الصفة كالعلامة والراوية الثاني - على تأنيث المصدر كالعاقبة والعافية، ومنه قوله " بخالصة ذكرى الدار " (3).
الثالث - لتأنيث ما في بطونها من الانعام. ويقال فلان خالصة فلان ومن خلصائه. وحكى الزجاج والفراء: انه قرئ خالصة لذكورنا، والمعنى ما خلص منها. وقيل أصل (الذكور) من الذكر سمي الذكر بذلك، لأنه أنبه واذكر

(1) سورة 2 البقرة آية 275 (2) سورة 11 هود آية 67 (3) سورة 38 ص آية 46.
(٢٩١)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست