الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢
منذ أربعين سنة وأنا أبحث في هذه المسألة وقد تحققت أنه لا دليل ثم ذكر أستاذ آخر: أن نداء الأموات هو دعاء لهم، وأن الدعاء عبادة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (الدعاء هو العبادة) وجاء: (الدعاء مخ العبادة) وكلمة (يا) أداة نداء ودعاء فهي عبادة.
فأجبت الأستاذ: بأن الدعاء له عدة معان منها العبادة والحديث لا يحصر الدعاء بالعبادة باتفاق العلماء، وقد ثبت في الصحيحين: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لما رأى ولده إبراهيم عليه السلام يجود بنفسه: وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون وكان يأمر من زار المقابر أن يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. نسأل الله العافية لنا ولكم.
وعن أبي مويهبة مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأهل البقيع:
(السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه....) الحديث رواه الإمام أحمد (3 / 489) والطبراني قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 24) بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.
وفي مصنف الإمام عبد الرزاق (3 / 576 / حديث 6724 بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه. ا ه‍.
ولم يكن هذا من النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه عبادة للمنادى مع أنه نداء باتفاق العقلاء. وكذلك قول سيدنا أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وسلم) بعد موته بأبي أنت وأمي يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين. (الفتح 3 / 13) رواه البخاري وغيره.
فقال الأستاذ: لكنه لم يطلب منه شئ فقلت: نحن نريد أن نثبت نقطتين:
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « تعريف الكتاب 1 1 2 3 4 5 6 8 9 10 11 ... » »»