الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١
(بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد لله وكفى، والصلاة على عباده الذين اصطفى، وعلى آلهم وصحبهم ومن لهم اقتفى، وبعد:
فقد ضمني مجلس ببعض الأساتذة الفضلاء، والإخوان النجباء فوجه إلي أحد الأساتذة سؤالا، فقال: بلغنا عنك أنك تجيز الاستغاثة - أي بغير الله تعالى - فهل هذا صحيح؟!
فأجبت - نعم أجيزها ومستندي في ذ لك أحاديث صحيحات، مع أقوال جماعات من العلماء من السلف والخلف وأهل الحديث المرجوع إليهم في المشكلات.
فقال ذاك الأستاذ: وما دليلك في ذلك؟ فقلت ما رواه البخاري في صحيحه مرفوعا:
(تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس العباد فبينا هم كذلك إذ استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد (صلى الله عليه وآله) فيشفع ليقضي بين الخلق).
فأحال أحد الأساتذة الجواب إلى أحد الأساتذة المشتغلين بعلم الحديث ليجيبني على ذلك، فقال ما ملخصه:
إنه لا يوجد دليل في الكتاب ولا في السنة يفيد جواز ذلك، ولا في أقوال من يرجع إليه بن السلف بل لم ينقل ذلك عن أحد من المعتبرين وطلب مني ذاك الأستاذ أن أعيد نص الحديث، وأن أعيد نص حديث الأعمى، وأن أتأكد من سند حديث آخر حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح، وأضاع البحث في أساس القضية منكرا أن يكون هناك دليل في الاستغاثة والتوسل البتة.
وقد قبل باقي الأساتذة الفضلاء بكلامه باعتباره متخصص في علم الحديث، ولم أقبل ما قاله البتة، وقد تعجبت منه لأني أعرف أنه مطلع تماما على كثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة في الاستغاثة والتوسل، وخصوصا أنه حاول ختم البحث بقوله:
(١)
الذهاب إلى صفحة: «« « تعريف الكتاب 1 1 2 3 4 5 6 8 9 10 11 ... » »»