(المسلك الثاني): أنهم قد صححوا لرجال لم يبلغوا رتبة عبد السلام ابن صالح في الضبط والعدالة، ولم يقاربوه فيما اثني به عليه أئمة الجرح والتعديل حتى صححوا لرجال مجهولين كما تقدم عن الذهبي في رجال الصحيحين ونسبه إلى الجمهور، وكما هو شرط كثير ممن صنف في الصحيح كابن خزيمة (1) وابن حبان (2) اللذين تصحيحهما أعلى من تصحيح الحاكم كما نص عليه الحافظ ابن كثير (3) وغيره، فقد نقل ابن عبد الهادي في (الصارم المنكى) عن ابن حبان أنه قال: ضابط الحديث الذي يحتج به إذا تعرى راويه من أن يكون مجروحا أو فوقه مجروح أو دونه مجروح، أو كان سنده مرسلا أو منقطعا أو كان المتن منكرا ا ه.
وقال الحافظ في مقدمة اللسان (4) ملك ابن حبان في كتاب " الثقات " (5): أنه يذكر خلقا ممن نص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره، وقد أفصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريج ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم ا ه.